هل تشتاق لوالدتك وهل أنت بار بها فعلاً ؟
***************************
زارني يوم أمس ابن عمي وحبيبي ورفيقي وصديقي فسألته بصراحة:
أبو محمد بعد 26 سنه على موت الوالدة رحمة الله عليها وبعد هذا العمر وتخطيك سن الأربعين: هل مازلت تشتاق لها؟
تبسم واطرق قليلاً، ثم رفع وفي عينيه ارتسمت لوحه الحزن العميق
واخرج ورقه وقال لي: يا أبو يزيد هذه القصيدة كتبتها قبل أيام ..
هي جوابي على سؤلك !! ..... أترككم مع القصيدة.......
تصدقون من ماتت أمي ما عرفتك ياالهناء
تصدقون من ماتت أمي عيشتي صارت ضنا
واليوم جـــاوزت أربعين
والحــــزن باقي والحنين
وأحس عايش في خــــــلا
لو أنتحي محــد فــــزع
لو اشتكـــــــي محـــــد درا
مشـــتاق أنــام بحضنــها
وارجـــع بأحـــلامي ورا
واذكــر ليــالي الزمـــهريـر
وأنا صغير وبحضنـها ألــقي دفا
وان سـولفت رديت على الجـنب اليمين
وألصقت وجهي بصـدرها حـب و وفا
كانت تحكيني عن آلآم السـنين
وبحشرجة صوت حـزين
وتنـهدت وأحيان نـتـنـهد سوا
كانت تقــول إني يتيمـة من زمان
واضحـك وأسـال بازدراء ؟
يا ميمــتى أنتـي كبيرة والكبير
ماهـو يتم وهـذا قضــا
واليوم أعيش إحساسها
دار الزمن بكأسها
واسقاني أحزان اليتيم
وشربتها بليا رضا
وأحـس أنــا باقي يتيم.............
رغم السنين......... والعمر ولىّ وانقضا
تصدّقون المشكلة ما هي فراق اللي تحب
المــوت حق والدهر عمره ما صفا
المشكلة ذيك الجنان التي تحت أقدامها
بغيابهـا غــابت و واراهــا الثرا
وذاك الدعاء اللي كان يرسم لي أمل
ما ينقطع صــبح ومســاء
كانت أموري ميسّرة
كانت دروبي مسرّجه
كان الزمان يطيعني
واليوم ينظر لي بجفا
عشان أنا عايش يتيم
وفاقد الحب والحنين
صار الزمان يضدّني كني مناصبه العداء
حنانها ماله مثيل وحبها ماله بديل
حب فطره الله من عالي سما
وارجع وأقول رغم السنين
أحس أنا عايش يتيم لكني عايش في رجا
===================
يوم خلصت من قرءاة القصيدة وبسرعة
تركت ابن عمي وأنا آخذ شماغي واركب سيارتي
ولا وقفت إلا عند أقدامها وابكي وتقول وش فيك ياولدي عسى خير
قلت الخير هنا عندك تحت أقدامك يا ني مقصر معاك
يا الحبيبة سامحيني واغفري لي غلطتي
وألقيت القصيدة أمام الوالدة… والوالد… وعمره 77 سنة حفظه الله
فدمعت عيناهم…. قلت لوالدي ما الذي يبكيك ؟؟
قال: الشوق لأمي بكاني ، وأنا أبوك
أسرعوا قبل فـوات الأوان اذا والديك على قيد الحياة, وان كانوا عند ربهم فسارعوا بالدعاء الصالح لهم
غفر الله لنا ولكم ولوالدينا ولوالديكم وبلغّنا وإيّاكم برّهم في حياتهم وبعد مماتهم